مقاطعة-أم-استغناء
المقاطعة هي أحد المواضيع الساخنة التي لا تخلو منها محادثاتنا اليومية، في البيت، أو العمل، وحتى خلال التسوق. فهي الطريقة التي يدعم من خلالها الكثيرون القضية الفلسطينية، ويناصرون أهل غزة الذين يتعرضون لأبشع عدوان عرفه التاريخ. ولكن هذه ليست المرة الأولى التي نقاطع المنتجات، لنمل بعد بضعة شهور، ونعود إلى عاداتنا الاستهلاكية السابقة. فهل ما نحتاج إليه الآن أمر مختلف؟ وما هو؟ تابعوا القراءة لمعرفة المزيد.

  • مقاطعة المنتجات

المقاطعة هي موقف احتجاجي، وداعم يقوم به المرء للتوقف عن دعم جهة، أو شركة، أو بلد معين نصرة لقضية مهمة مثل القضية الفلسطينية. وهي حركة ليست بجديدة على المجتمع العربي، فلقد قامت الشعوب العربية بعدة حملات مقاطعة، منها ما استمر أسابيع، أو شهور أو حتى سنوات. ليعود عندما تهدأ الأحداث الساخنة كل إلى سابق عهده بشراء المنتجات الأجنبية، سواء كانت داعمة للاحتلال أو لا. ولطالما كانت الحجج التي تبرر التوقف عن المقاطعة هي عدم توفر منتجات بديلة إطلاقًا، أو أن البدائل ليست بالجودة نفسها. أو أن الأمور تحسنت، أو أن القصف والقتل قد توقف، بالرغم من استمرار الاحتلال، والظلم.

  • ماذا إن حققت المقاطعة الهدف منها؟

قد يقول البعض: ماذا إن عاد معتذرًا؟! بعد ثلاثة أشهر فقط بدء البعض بالتململ من المقاطعة بحجة أنها بدأت تحقق بعض الأهداف، فبإمكاننا العودة إلى بعض المنتجات. ويتحدث الكثيرون عن خسائر هذه الشركة، والاعتذار الذي نشرته تلك العلامة التجارية، وقطع بعض الشركات علاقتها مع الكيان المحتل، والتوضيح الذي تنشره بعض المؤسسات عن فروعها في المنطقة العربية، وعدم وجود علاقة مباشرة مع الشركة الأم. هل يكفي كل هذا للتوقف عن المقاطعة؟ بالطبع لا! ماذا عن روح الروح؟ ماذا عن عشرات آلاف الشهداء وأكثر من مليون ونصف نازح؟ ماذا عن الدمار، والتجويع؟ ولا ننسى التخاذل العالمي، والدعم الغربي السافر لإجرام الاحتلال!

ما نحتاجه هو أكثر من مقاطعة مؤقتة كسابقاتها، نحن بحاجة إلى الاستغناء.

 

  • أهمية الاستغناء

هل اتبعت حمية غذائية من قبل؟ إذا كان الجواب نعم، فقد سبق لك إذًا، وإن توقفت عن استهلاك أطعمة ومشروبات معينة لتحقق هدفك وهو خسارة بضعة كيلوغرامات لتبدو بشكل أنيق في صورة تخرجك، أو لتبدين رشيقة في ذلك الفستان. بعد الانتهاء من الحمية وتحقيق الهدف اللحظي بإمكانك العودة إلى تناول الطعام كما في السابق، وبهذا تكون أنهيت هذه المقاطعة؛ لأنها حققت لك الهدف المرجو. ولكن ماذا لو تبين أنك تعاني من حالة صحية معينة تستوجب عليك التوقف تمامًا عن تناول أطعمة ومشروبات معينة؟! ما الذي ستفعله عندها؟ هل ستعود إلى تناول هذه الأطعمة والمشروبات، وأنت تعلم بأنها مضرة لصحتك، وقد تودي بحياتك؟! بالطبع لا، ستستغني تمامًا عن كل ما يرفع مستوى السكري، أو الكولسترول لديك، أو ما قد يسبب لك ردة فعل حساسية قد تكون قاتلة لا قدر الله.

نحن اليوم كأمة عربية وإسلامية نعاني من مرض خطير اسمه الاحتلال الصهيوني، والغرب الداعم له، ومن أحد سبل محاربة هذا المرض هو الاستغناء التام عن استهلاك أي منتج يناصر أو يدعم الاحتلال، والغرب المدافع عن هذا الظلم الجائر. مجرد عودتنا إلى استهلاك هذه المنتجات حتى وإن توقف العدوان على غزة، سنعود للمرض، والضعف، ولن نصل للاقتصادات المحلية والعربية القوية التي تعتبر أهم خطواتنا نحو التحرر.

عندما لا نستمر بشراء المنتجات المحلية، ودعم الشركات الوطنية التي ستشغل الطاقات الشابة في بلادنا، فنحن نقوي وحش البطالة الذي يدفع المهارات الوطنية لمغادرة البلاد، وحرمان الأوطان من طاقات وعقول، ومواهب نحن بأمس الحاجة إليها، لنصبح دولًا قوية قادرة على مواجهة الظلم.

لعل الاستغناء عن المنتجات الأجنبية هو أولى خطوات التحرر من عقدة الخواجا، ومن تبعية المستعمر، ومن الانخداع بزيف الغرب. وخطوة مهمة في تربية جيل واع قادر أن يستغني عن كل ما يقدمه الغرب، لعلنا نعود سادة الدنيا كما كنا يومًا.

لكي يكون الاستغناء مستدامًا استمر بالبحث عن البدائل من خلال موقعنا، وغيره من المواقع المشابهة. ستجد أن المنتج البديل متوفر في كل الفئات، وأن المنتجات المحلية، والعربية، وغير الداعمة للاحتلال هي بنفس جودة المنتجات الأجنبية، بل إنها تضاهيها في الجودة في الكثير من الأحيان، وهي ذات تكلفة متواضعة مقارنة مع ما كنت تنفقه في السابق على منتجات تنتجها شركات، ودول تدعم الاحتلال.

تعرفوا على 5 أمثلة على نجاح حركات المقاطعة